أثبتت البحوث والدراسات العلمية أن هناك نسبة ما بين 2-5% من الناس يمثلون المتفوقين والموهوبين، حيث يبرز من بينهم صفوة العلماء والمفكرين والمصلحين والقادة والمبتكرين والمخترعين الذين اعتمدت الإنسانية منذ أقدم عصورها في تقدمها الحضاري على ما تنتجه أفكارهم وعقولهم من اختراعات وإبداعات وإصلاحات. ومع التقدم العلمي والتقني في العصر الحديث أصبح الاهتمام والتعرف على أفراد هذه الصفوة منذ طفولتهم ورعايتهم أمرًا تعتني به المجتمعات المتقدمة، فاستحدثت المقاييس والاختبارات التي تكشف عن الاستعدادات والإمكانيات للمواهب لدى الأطفال منذ وقت مبكر، وصممت البرامج التعليمية الخاصة بهؤلاء الموهوبين؛ لتستجيب لمواهبهم وقدراتهم في التفوق العقلي والإبداع والقدرات الخاصة في العلوم والرياضيات والفنون والآداب والقيادة والمهارات المتخصصة.
وتكاد تنحصر طرق رعاية الموهوبين في ثلاثة أساليب هي: الإسراع وهو الذي يتاح فيه للطالب الموهوب الذي يتميز بسرعة التعلم عن التلميذ العادي إمكانية اختصار المدة المحددة والانتقال إلى مرحلة أعلى وهكذا، والأسلوب الآخر هو الإثراء والذي يوفر للطالب الموهوب برامج إثرائية إضافية تتميز بشيء من العمق وارتفاع المستوى عما يدرسه في الفصل العادي، وتهدف إلى التركيز على مهارات التفكير العليا، وتعطى في أوقات إضافية سواء داخل المدرسة أو خارجها، أما الأسلوب الثالث فهو تجميع الموهوبين في مدارس أو فصول خاصة وإعطاؤهم برامج فيها قدر كبير من الاستقلال والمرونة عن برامج المدرسة العادية، ويختار لها مدرسون متميزون وتوفر لها إمكانيات تستجيب للقدرات غير العادية لهؤلاء الطلاب.
ولكل أسلوب من هذه الأساليب إيجابياته وسلبياته، وتنفذ هذه الأساليب الثلاثة بشكل أو آخر في كثير من الدول التي تعنى برعاية الموهوبين، فقد يناسب أسلوب في بيئة تعليمية ولا يناسب في أخرى، وقد يصلح أسلوب مع فئة عمرية محددة ولا يصلح مع أخرى وهكذا.
إلاّ أن البحوث والتجارب أثبتت أن الرعاية الأجدى والأمثل للموهوبين هي الرعاية المستمرة والمنتظمة والمبنية على برامج خاصة للموهوبين في مدارس أو صفوف مستقلة خاصة بهم، ففي الدراسة التي أجرتها الباحثة كارين روجرز (1991م) بدعم من مركز البحوث الأمريكي وراجعت فيها 700 بحث عن تعليم الموهوبين الذي تم بشكل مستقل في مدارس أو مراكز خاصة وثلاثة آلاف بحث حول رعاية الموهوبين التي تتم من خلال الصفوف العادية، أثبتت هذه الدراسة أن تجميع الطلاب الموهوبين بشكل دائم ومستمر في مدرسة خاصة أو في فصول خاصة يؤدي إلى تقدم مستمر في مستوياتهم العلمية وتنمية قدراتهم ولا يؤثر سلبًا على الطلاب العاديين، أما رعاية الموهوبين من خلال الصفوف العادية فلم يحقق فيها الموهوبون أي تقدم يذكر (1991Rogers).
المدارس الثانوية للموهوبين:
يمثل إنشاء مدارس خاصة للموهوبين أحد أساليب الرعاية الأكثر جدوى التي تقدم للموهوبين، وخاصة في بداية المرحلة الثانوية للطلاب الذين تأكد وجود مواهب وقدرات متميزة لديهم تتطلب رعاية مستقلة لا يمكن أن تتم إلاّ من خلال إنشاء مدارس خاصة بهم تتمتع بقدر من الاستقلال في المناهج وطرق التعليم، وتركز على طرق وأساليب في التعليم لا تتوفر في المدارس العادية، ويختار لها معلمون متميزون يتمكنون من تحقيق الأهداف التي تسعى إليها هذه المدارس.
ويمثل إنشاء مدارس للموهوبين وخاصة في المرحلة الثانوية اتجاهًا جديدًا متناميًا وخاصة في الدول التي أدركت مدى المردود العلمي والاقتصادي لإنشاء مثل هذه المدارس.
ففي الولايات المتحدة أنشئت في السنوات العشر الأخيرة أكثر من اثنتي عشرة مدرسة ثانوية داخلية تركز على العلوم والرياضيات بعد أن أثبتت أول مدرسة أنشئت في ولاية نورث كارولينا في عام 1980م أهميتها في نتائج الطلاب الذين تخرجوا فيها، وما جلبته للولاية من جذب للاستثمارات الاقتصادية بسبب التميز التعليمي الذي أحدثته هذه المدرسة، وأخذت الولايات تتسابق في إنشاء مدارس ثانوية داخلية بمعدل مدرسة في كل ولاية يتم اختيار الطلاب الموهوبين على مستوى الولاية، ويستقطب المدرسون المتميزون لها، وتجتذب الدعم المالي والعيني من المؤسسات الخيرية والخاصة. كما تقوم هذه المدارس برسالة لرفع كفاءة التعليم في الولاية عن طريق تدريب المعلمين ونماذج البرامج المتميزة التي تنتجها والتي يمكن تطبيق الكثير منها كبرامج إثرائية في المدارس العادية.
وفي كوريا الجنوبية توجد 15 مدرسة ثانوية للموهوبين والمتميزين في العلوم والرياضيات يدرس فيها 3738 طالبًا وطالبة، وهي مدارس حكومية مزودة بأحدث التجهيزات في المختبرات والمعامل، وقد أذهلت نتائج هذه المدارس الكوريين أنفسهم لما أثبته الطلاب المتخرجون فيها من تميز في الدراسة الجامعية ومستوى وجودة الأداء لديهم.
وفي سنغافورة مدارس خاصة للموهوبين أتاحت لسنغافورة رغم أنها بلد صغير أن يفوز طلابها بالمركز الأول في العلوم والرياضيات في مسابقات الأوليمبيات العالمية.
وتوجد مدارس ثانوية للموهوبين في كل من ماليزيا والصين وإسرائيل وألمانيا والأردن وغيرها من الدول التي بدأت ترى مدى أهمية ذلك لمستقبلها العلمي والتقني من إنشاء مثل هذه المدارس.
أسباب ومبررات إنشاء المدارس الثانوية للموهوبين:
٭ إن تنمية القدرات الاستثنائية لدى الطلبة الموهوبين والمتفوقين تتطلب إمكانيات مادية وبشرية عالية ومتميزة ليس من السهل توفيرها بشكل عام في المدارس العادية، ولا يتأتى ذلك إلا بوجود مداس متخصصة داخلية لرعايتهم.
٭ إن تأثير هذه المدارس يتعدى خدمة طلبتها فقط، حيث إنها تشكل مصدرًا للتطوير والتعزيز في مجالات المناهج والبحوث وإعداد المعلمين وتأهيلهم، مما يؤثر في رفع مستوى التعليم في مدارس المملكة ككل.
٭ لم يعد أمام الدول خيار سوى أن تتكيف مع تطورات العصر الفنية والتقنية، وهذا لا يمكن إلا باستثمار المصادر البشرية والقوى العقلية وإعدادها لاستيعاب هذه التطورات والتكيف معها.
رسالة المدارس وأهدافها:
تتلخص رسالة هذه المدارس في تقديم برنامج شامل ومتميز لرعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين يغطي النواحي المعرفية والانفعالية والوجدانية والنفسحركية، ويحقق الأهداف الآتية:
٭ في الجانب المعرفي: تقديم برنامج تعليمي متميز وشامل يركز على تنمية مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وحل المشكلات وإتخاذ القرار، مما يزيد الدافعية لدى الطلبة الموهوبين والمتفوقين لوجود برنامج يتحدى قدراتهم.
٭ في الجانب الانفعالي: تقديم برامج لتنمية الشخصية القيادية المتكاملة المتوازنة وفهم الذات والنضج المهني والحوار واحترام الرأي الآخر، والقدرة على التكيف والتفاعل مع الأقران الذين يشاركونهم نفس مستوى القدرات والاهتمامات، وإعدادهم للقيام بأدوار ريادية في مجتمعهم.
٭ تعمل المدرسة كمركز لتطوير وتقديم خدمات متميزة للمجتمع التربوي الأوسع في مجالات تطوير المناهج والبحوث وإعداد المعلمين وتأهيلهم وبرامج الإرشاد وأساليب التعليم وخدمة المجتمع.
المسلمات الأساسية التي تقوم عليها فكرة إنشاء هذه المدارس:
٭ لابد أن تكون مدارس ثانوية، حيث إن قدرات الطلبة في هذه المرحلة تنضج وتبدأ في التمايز، وتم التأكد من مواهبهم وقدراتهم من خلال أدائهم بالبرامج الإثرائية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، كما أن النواحي التكيفية للطلبة أكثر فعالية في هذه المرحلة.
٭ لابد أن تكون مدارس داخلية يتوفر للطالب فيها الدراسة والإقامة والمعيشة لكي يتاح للطالب من خارج المدن التي تنشأ فيها هذه المدارس إمكانية الالتحاق بها، بالإضافة إلى أن وجود الطالب في المدرسة طوال الوقت يمكن من إيجاد برنامج تعليمي وتثقيفي وترفيهي متكامل لنمو الشخصية من جوانبها العقلية والانفعالية والاجتماعية.
٭ لابد أن يتوفر لهذه المدارس قدرة من الاستقلالية المالية والإدارية وفق ضوابط مرنة وأن يكون لها مجالس إدارة تتمكن من البت في القضايا الإجرائية لهذه المدارس تحت إشراف عام من الوزارة والجهة التي ربما تشارك في دعم هذه المدارس.
٭ في مقابل ما تحظى به هذه المدارس من تميز في البرامج والمعلمين والطلاب والمرافق فإن عليها رسالة تربوية تؤديها للمجتمع في أن تكون مركزًا لتقديم خدمات متميزة في مجالات إعداد برامج إثرائية للمدارس وإعداد دورات تربوية للمعلمين والبرامج الإرشادية وبرامج خدمة المجتمع، وأن يقوم طلابها بأعمال تطوعية خلال فترات الإجازات وأوقات الفراغ بما يربطهم بالمجتمع المحلي الذي توجد فيه المدرسة.
المنهج والبرامج وأساليب التعليم:
يتم إعداد منهج متكامل من مستوى متقدم لبناء الشخصية، ويهدف إلى تنمية مهارات التفكير العليا كالتفكير الإبداعي والتفكير الناقد وأساليب حل المشكلات واتخاذ القرارات ومهارات البحث العلمي وإعداد المشاريع، ويركز على الجوانب المعرفية والانفعالية والاجتماعية والنفسحركية ويثير الدافعية للتعليم ويتميز بالخصائص التالية:
- له أهداف ومحتوى ومرتبط بخطة زمنية ويحتوي على أمثلة ونشاطات مرتبطة بالحياة اليومية، وفيه مستوى من الصعوبة ينسجم مع احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين ويركز على التعليم الذاتي ويتضمن أدوات لتقويم الأداء والإنجاز.
- يشارك المتخصصون والمعلمون في وضعه ويتيح للمعلم قدراً من الحرية والمرونة في تكييف المحتوى وفقاً لقدرات واهتمامات الطلاب.
- مرتبط بالخطة الدراسية، ولكن يمكن التحكم في تقليص عدد الحصص لمناهج الوزارة المقررة للاتفاق بأن الطفل الموهوب ينهي المنهاج في زمن أقل من الطفل العادي أو المتوسط.
وتكاد تنحصر طرق رعاية الموهوبين في ثلاثة أساليب هي: الإسراع وهو الذي يتاح فيه للطالب الموهوب الذي يتميز بسرعة التعلم عن التلميذ العادي إمكانية اختصار المدة المحددة والانتقال إلى مرحلة أعلى وهكذا، والأسلوب الآخر هو الإثراء والذي يوفر للطالب الموهوب برامج إثرائية إضافية تتميز بشيء من العمق وارتفاع المستوى عما يدرسه في الفصل العادي، وتهدف إلى التركيز على مهارات التفكير العليا، وتعطى في أوقات إضافية سواء داخل المدرسة أو خارجها، أما الأسلوب الثالث فهو تجميع الموهوبين في مدارس أو فصول خاصة وإعطاؤهم برامج فيها قدر كبير من الاستقلال والمرونة عن برامج المدرسة العادية، ويختار لها مدرسون متميزون وتوفر لها إمكانيات تستجيب للقدرات غير العادية لهؤلاء الطلاب.
ولكل أسلوب من هذه الأساليب إيجابياته وسلبياته، وتنفذ هذه الأساليب الثلاثة بشكل أو آخر في كثير من الدول التي تعنى برعاية الموهوبين، فقد يناسب أسلوب في بيئة تعليمية ولا يناسب في أخرى، وقد يصلح أسلوب مع فئة عمرية محددة ولا يصلح مع أخرى وهكذا.
إلاّ أن البحوث والتجارب أثبتت أن الرعاية الأجدى والأمثل للموهوبين هي الرعاية المستمرة والمنتظمة والمبنية على برامج خاصة للموهوبين في مدارس أو صفوف مستقلة خاصة بهم، ففي الدراسة التي أجرتها الباحثة كارين روجرز (1991م) بدعم من مركز البحوث الأمريكي وراجعت فيها 700 بحث عن تعليم الموهوبين الذي تم بشكل مستقل في مدارس أو مراكز خاصة وثلاثة آلاف بحث حول رعاية الموهوبين التي تتم من خلال الصفوف العادية، أثبتت هذه الدراسة أن تجميع الطلاب الموهوبين بشكل دائم ومستمر في مدرسة خاصة أو في فصول خاصة يؤدي إلى تقدم مستمر في مستوياتهم العلمية وتنمية قدراتهم ولا يؤثر سلبًا على الطلاب العاديين، أما رعاية الموهوبين من خلال الصفوف العادية فلم يحقق فيها الموهوبون أي تقدم يذكر (1991Rogers).
المدارس الثانوية للموهوبين:
يمثل إنشاء مدارس خاصة للموهوبين أحد أساليب الرعاية الأكثر جدوى التي تقدم للموهوبين، وخاصة في بداية المرحلة الثانوية للطلاب الذين تأكد وجود مواهب وقدرات متميزة لديهم تتطلب رعاية مستقلة لا يمكن أن تتم إلاّ من خلال إنشاء مدارس خاصة بهم تتمتع بقدر من الاستقلال في المناهج وطرق التعليم، وتركز على طرق وأساليب في التعليم لا تتوفر في المدارس العادية، ويختار لها معلمون متميزون يتمكنون من تحقيق الأهداف التي تسعى إليها هذه المدارس.
ويمثل إنشاء مدارس للموهوبين وخاصة في المرحلة الثانوية اتجاهًا جديدًا متناميًا وخاصة في الدول التي أدركت مدى المردود العلمي والاقتصادي لإنشاء مثل هذه المدارس.
ففي الولايات المتحدة أنشئت في السنوات العشر الأخيرة أكثر من اثنتي عشرة مدرسة ثانوية داخلية تركز على العلوم والرياضيات بعد أن أثبتت أول مدرسة أنشئت في ولاية نورث كارولينا في عام 1980م أهميتها في نتائج الطلاب الذين تخرجوا فيها، وما جلبته للولاية من جذب للاستثمارات الاقتصادية بسبب التميز التعليمي الذي أحدثته هذه المدرسة، وأخذت الولايات تتسابق في إنشاء مدارس ثانوية داخلية بمعدل مدرسة في كل ولاية يتم اختيار الطلاب الموهوبين على مستوى الولاية، ويستقطب المدرسون المتميزون لها، وتجتذب الدعم المالي والعيني من المؤسسات الخيرية والخاصة. كما تقوم هذه المدارس برسالة لرفع كفاءة التعليم في الولاية عن طريق تدريب المعلمين ونماذج البرامج المتميزة التي تنتجها والتي يمكن تطبيق الكثير منها كبرامج إثرائية في المدارس العادية.
وفي كوريا الجنوبية توجد 15 مدرسة ثانوية للموهوبين والمتميزين في العلوم والرياضيات يدرس فيها 3738 طالبًا وطالبة، وهي مدارس حكومية مزودة بأحدث التجهيزات في المختبرات والمعامل، وقد أذهلت نتائج هذه المدارس الكوريين أنفسهم لما أثبته الطلاب المتخرجون فيها من تميز في الدراسة الجامعية ومستوى وجودة الأداء لديهم.
وفي سنغافورة مدارس خاصة للموهوبين أتاحت لسنغافورة رغم أنها بلد صغير أن يفوز طلابها بالمركز الأول في العلوم والرياضيات في مسابقات الأوليمبيات العالمية.
وتوجد مدارس ثانوية للموهوبين في كل من ماليزيا والصين وإسرائيل وألمانيا والأردن وغيرها من الدول التي بدأت ترى مدى أهمية ذلك لمستقبلها العلمي والتقني من إنشاء مثل هذه المدارس.
أسباب ومبررات إنشاء المدارس الثانوية للموهوبين:
٭ إن تنمية القدرات الاستثنائية لدى الطلبة الموهوبين والمتفوقين تتطلب إمكانيات مادية وبشرية عالية ومتميزة ليس من السهل توفيرها بشكل عام في المدارس العادية، ولا يتأتى ذلك إلا بوجود مداس متخصصة داخلية لرعايتهم.
٭ إن تأثير هذه المدارس يتعدى خدمة طلبتها فقط، حيث إنها تشكل مصدرًا للتطوير والتعزيز في مجالات المناهج والبحوث وإعداد المعلمين وتأهيلهم، مما يؤثر في رفع مستوى التعليم في مدارس المملكة ككل.
٭ لم يعد أمام الدول خيار سوى أن تتكيف مع تطورات العصر الفنية والتقنية، وهذا لا يمكن إلا باستثمار المصادر البشرية والقوى العقلية وإعدادها لاستيعاب هذه التطورات والتكيف معها.
رسالة المدارس وأهدافها:
تتلخص رسالة هذه المدارس في تقديم برنامج شامل ومتميز لرعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين يغطي النواحي المعرفية والانفعالية والوجدانية والنفسحركية، ويحقق الأهداف الآتية:
٭ في الجانب المعرفي: تقديم برنامج تعليمي متميز وشامل يركز على تنمية مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وحل المشكلات وإتخاذ القرار، مما يزيد الدافعية لدى الطلبة الموهوبين والمتفوقين لوجود برنامج يتحدى قدراتهم.
٭ في الجانب الانفعالي: تقديم برامج لتنمية الشخصية القيادية المتكاملة المتوازنة وفهم الذات والنضج المهني والحوار واحترام الرأي الآخر، والقدرة على التكيف والتفاعل مع الأقران الذين يشاركونهم نفس مستوى القدرات والاهتمامات، وإعدادهم للقيام بأدوار ريادية في مجتمعهم.
٭ تعمل المدرسة كمركز لتطوير وتقديم خدمات متميزة للمجتمع التربوي الأوسع في مجالات تطوير المناهج والبحوث وإعداد المعلمين وتأهيلهم وبرامج الإرشاد وأساليب التعليم وخدمة المجتمع.
المسلمات الأساسية التي تقوم عليها فكرة إنشاء هذه المدارس:
٭ لابد أن تكون مدارس ثانوية، حيث إن قدرات الطلبة في هذه المرحلة تنضج وتبدأ في التمايز، وتم التأكد من مواهبهم وقدراتهم من خلال أدائهم بالبرامج الإثرائية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، كما أن النواحي التكيفية للطلبة أكثر فعالية في هذه المرحلة.
٭ لابد أن تكون مدارس داخلية يتوفر للطالب فيها الدراسة والإقامة والمعيشة لكي يتاح للطالب من خارج المدن التي تنشأ فيها هذه المدارس إمكانية الالتحاق بها، بالإضافة إلى أن وجود الطالب في المدرسة طوال الوقت يمكن من إيجاد برنامج تعليمي وتثقيفي وترفيهي متكامل لنمو الشخصية من جوانبها العقلية والانفعالية والاجتماعية.
٭ لابد أن يتوفر لهذه المدارس قدرة من الاستقلالية المالية والإدارية وفق ضوابط مرنة وأن يكون لها مجالس إدارة تتمكن من البت في القضايا الإجرائية لهذه المدارس تحت إشراف عام من الوزارة والجهة التي ربما تشارك في دعم هذه المدارس.
٭ في مقابل ما تحظى به هذه المدارس من تميز في البرامج والمعلمين والطلاب والمرافق فإن عليها رسالة تربوية تؤديها للمجتمع في أن تكون مركزًا لتقديم خدمات متميزة في مجالات إعداد برامج إثرائية للمدارس وإعداد دورات تربوية للمعلمين والبرامج الإرشادية وبرامج خدمة المجتمع، وأن يقوم طلابها بأعمال تطوعية خلال فترات الإجازات وأوقات الفراغ بما يربطهم بالمجتمع المحلي الذي توجد فيه المدرسة.
المنهج والبرامج وأساليب التعليم:
يتم إعداد منهج متكامل من مستوى متقدم لبناء الشخصية، ويهدف إلى تنمية مهارات التفكير العليا كالتفكير الإبداعي والتفكير الناقد وأساليب حل المشكلات واتخاذ القرارات ومهارات البحث العلمي وإعداد المشاريع، ويركز على الجوانب المعرفية والانفعالية والاجتماعية والنفسحركية ويثير الدافعية للتعليم ويتميز بالخصائص التالية:
- له أهداف ومحتوى ومرتبط بخطة زمنية ويحتوي على أمثلة ونشاطات مرتبطة بالحياة اليومية، وفيه مستوى من الصعوبة ينسجم مع احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين ويركز على التعليم الذاتي ويتضمن أدوات لتقويم الأداء والإنجاز.
- يشارك المتخصصون والمعلمون في وضعه ويتيح للمعلم قدراً من الحرية والمرونة في تكييف المحتوى وفقاً لقدرات واهتمامات الطلاب.
- مرتبط بالخطة الدراسية، ولكن يمكن التحكم في تقليص عدد الحصص لمناهج الوزارة المقررة للاتفاق بأن الطفل الموهوب ينهي المنهاج في زمن أقل من الطفل العادي أو المتوسط.