قال:
الطويل
إذا قلتُ هذا حين أسلو يَهيجُني نسيمُ الصبا من حيثُ يَطّلِعُ الفجرُ
وانّي لَتَعْروني لذِكراكِ فَتْرةٌ كَما انْتَفَضَ العُصفورُ بَلّلهُ القَطْر
هَجَرْتُكِ حتّى قيل لا يَعْرِفُ الهوى وزُرْتُك حتى قيل ليس له صبر
صَدَقْتِ أنا الصّبّ المُصاب الذي به تباريحُ حُبٍّ خامرَ القلبَ أو سِحْر
أما والذي أبكى وأضْحَكَ والذي أماتَ وأحيا والذي أمرهُ الأمر
لقد تَركَتْني أحْسُدُ الوحشَ أن أرى ألِفَيْنِ منها لا يَروعُهما النّفْر
فيا هجرَ ليلي قد بلغتَ بِيَ المَدى وزِدتّ على ما لم يكن بَلَغ الهجر
ويا حبَّها زِدْني جَوىً ليلةٍ ويا سَلوةَ الأيّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْر
عجبتُ لِسَعْيِ الدهرِ بيني وبينها فلمّا انقضى ما بينَنا سكن الدهر
وأنّي لآتيها وفي النفس هَجْرُها بَتاتاً لأُخرى الدهر ما وَضَح الفجر
فما هو إلاّ أن أراها فُجاءةً فأبُهْتُ لا عُرْفٌ لَدَيّ ولا نُكْر
تكاد يدي تَنْدَى ما لمستُها ويَنْبِتُ في أطرافِها الورقُ الحُضْر
وقال أيضاً:
الطويل
لقد هاجني طيفٌ لداوودَ بعدَما دَنَتْ فَاسْتَقَلّتْ تالياتُ الكواكب
وما في ذُهول اليأسِ عن غير سَلوةٍ رَواحٌ من السُّقم الذي هو غالبي
وعندَكَ لو يحيا صَداكَ فنَلْتقي شِفاءٌ لمن غادَرْت يومَ التناضب
فهل لك طِبّ نافعي من عَلاقة تُهَيّمُني بين الحَشاء والترائب
ولولا يَقيني إنما الموتُ عزمةٌ من الله حتّى يُبعثوا للمحسب
لقلت له فيما ألِمّ برمْسِهِ هَلَ أنتَ غداً معي فمصاحبي
سألتُ مليكي إذ بَلاني بفَقْدِه وفاةً بأيدي الروم بين المقانب
ثَنَوْني وقد قدّمتُ ثأري بَطَعْنة تَجيشُ بِمَوّارٍ من الموت ناعب
وقد خِفتُ أن ألقى المنايا وإنّني لَتابِعُ من وافى حِمامَ الجوالب
ولمّا أطاعنْ في العَدُوِّ تَنَفُّلاً إلى الله أبغي فضلّه وأضارب
الطويل
إذا قلتُ هذا حين أسلو يَهيجُني نسيمُ الصبا من حيثُ يَطّلِعُ الفجرُ
وانّي لَتَعْروني لذِكراكِ فَتْرةٌ كَما انْتَفَضَ العُصفورُ بَلّلهُ القَطْر
هَجَرْتُكِ حتّى قيل لا يَعْرِفُ الهوى وزُرْتُك حتى قيل ليس له صبر
صَدَقْتِ أنا الصّبّ المُصاب الذي به تباريحُ حُبٍّ خامرَ القلبَ أو سِحْر
أما والذي أبكى وأضْحَكَ والذي أماتَ وأحيا والذي أمرهُ الأمر
لقد تَركَتْني أحْسُدُ الوحشَ أن أرى ألِفَيْنِ منها لا يَروعُهما النّفْر
فيا هجرَ ليلي قد بلغتَ بِيَ المَدى وزِدتّ على ما لم يكن بَلَغ الهجر
ويا حبَّها زِدْني جَوىً ليلةٍ ويا سَلوةَ الأيّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْر
عجبتُ لِسَعْيِ الدهرِ بيني وبينها فلمّا انقضى ما بينَنا سكن الدهر
وأنّي لآتيها وفي النفس هَجْرُها بَتاتاً لأُخرى الدهر ما وَضَح الفجر
فما هو إلاّ أن أراها فُجاءةً فأبُهْتُ لا عُرْفٌ لَدَيّ ولا نُكْر
تكاد يدي تَنْدَى ما لمستُها ويَنْبِتُ في أطرافِها الورقُ الحُضْر
وقال أيضاً:
الطويل
لقد هاجني طيفٌ لداوودَ بعدَما دَنَتْ فَاسْتَقَلّتْ تالياتُ الكواكب
وما في ذُهول اليأسِ عن غير سَلوةٍ رَواحٌ من السُّقم الذي هو غالبي
وعندَكَ لو يحيا صَداكَ فنَلْتقي شِفاءٌ لمن غادَرْت يومَ التناضب
فهل لك طِبّ نافعي من عَلاقة تُهَيّمُني بين الحَشاء والترائب
ولولا يَقيني إنما الموتُ عزمةٌ من الله حتّى يُبعثوا للمحسب
لقلت له فيما ألِمّ برمْسِهِ هَلَ أنتَ غداً معي فمصاحبي
سألتُ مليكي إذ بَلاني بفَقْدِه وفاةً بأيدي الروم بين المقانب
ثَنَوْني وقد قدّمتُ ثأري بَطَعْنة تَجيشُ بِمَوّارٍ من الموت ناعب
وقد خِفتُ أن ألقى المنايا وإنّني لَتابِعُ من وافى حِمامَ الجوالب
ولمّا أطاعنْ في العَدُوِّ تَنَفُّلاً إلى الله أبغي فضلّه وأضارب