قتل الإخوة عند خلفاء الدَّولة العثمانية ؛ بالمصادر :
️أول عملية قتل استباقية حصلت في عهد السُّلطان "بايزيد" ( 1389 - 1403 ) ، حيث كانت أول أعماله التَّخلص من أخيه يعقوب خنقًا ، مبررًا عمله هذا بالحرص على وحدة البلاد، لاسيما أنَّ حادثة أخيه "صاووجي" المتمرد على أبيه السُّلطان "مراد الأول" كانت لا تزال ماثلة أمامه. وبعمله هذا بدأ تقليد - وليس تشريع - قتل الإخوة في الدَّولة العثمانية .
أحمد عبدالرَّحيم مصطفى، في أصول التَّاريخ العثماني ، ص50.
إبتدأ في عهد السُّلطان "محمد الثَّاني" الفاتح (1481-1451 ) قتل الإخوة بغطاء شرعي إسلامي، حسب ما يذكر غالبية المؤرخين .
نزار قازان، سلاطين بني عثمان بين قتال الإخوة وفتنة الإنكشارية، ص37 .
بإصداره الأوامر بقتل أخيه الرَّضيع "أحمد" ، وبإرجاع والدة الرَّضيع الأميرة "مارا الصِّربية" إلى والدها خوفًا من أن ينازعه المُلك، وحينما خشي السُّلطان سخط النَّاس، لفق تهمة قتله إلى أحد رجال دولته وهو "علي بك أورانوس" ، وأمر بقتله ليظهر كمن اقتص للأمير المقتول .
جوزيف فون هامر، دولت عثماني تاريخي، ج2 ،ص258 .
️ وتم إدراج البند الخاص بقتل الإخوة في عهده ضمن مجموعة القانون "نامة" والذي ينص على: {وأي شخص يتولى السُّلطة من أولادي، فمن المناسب أن يقتل الإخوة من أجل نظام العالم ، وأجازه أكثر العلماء فليعملوا به} .
جوزيف فون هامر، دولت عثماني تاريخي، ص219 .
️ لأن وجود الإخوة – حسب اعتقاده – من العوامل التي تثير الفتنة بين المسلمين . وقد أقرَّ أهل الفتوى هذا العرفان و أعلنوا أنه لا يتعارض مع أحكام الشَّريعة الإسلامية. فأصبحت سنًة عند سلاطين آل عثمان لاعتقادهم أن فيه سلام الدنيا والعالم .
نزار قازان، سلاطين بني عثمان بين قتال الإخوة وفتنة الإنكشارية، ص9.
️ وعندما خرج "أحمد" الذي كان حاكمًا على "أماسيا" على أخيه السُّلطان "سليم" ، فسيطر على "بورصة" ، فرد عليه السُّلطان "سليم" بحملة عسكرية كبيرة تمكن من خلالها السَّيطرة على "بورصة" ، غير أنه لم يتمكن من القاء القبض على أخيه "أحمد" الذي هرب بمساعدة أحد الوزراء، وألقى القبض على أولاد أخوته الخمسة، الذين كان أكبرهم يبلغ من العمر عشرون عامًا وأصغرهم لم يتجاوز السَّبعة أعوام، وأصدر الأوامر بقتلهم جميعًا .
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية، ص72.
️ وفي عهد السُّلطان "سليمان القانوني" الذي وقع تحت تأثير زوجته "خرم" والمعروفة في أوربا باسم "روكسلانا" ، التي تدخلت للتآمر ضد الأمير "مصطفى"
ٍ – أكفأ أبناء "سليمان" من زوجة أخرى – وذلك لإفساح المجال أمام ابنها "سليم" لكي يرث العرش. ولم تكتفي "روكسلانا" بإثارة هواجس وشكوك السُّلطان "سليمان" وقتله لابنه "مصطفى" ، بل أرسلت إلى مدينة "بورصة" من يقتل ابن "مصطفى" الرَّضيع.
لم يبق للسلطان "سليمان" سوى ولدين هما (سليم، وبايزيد) ، وكان "بايزيد" مؤهلًا للحكم أكثر من أخيه "سليم" بالرغم من أنه الأصغر في السِّن . لذلك خشى "سليم" من أن يوصي السُّلطان بالمُلك لأخيه من بعده. فاتفق مع مربي "بايزيد" – بعد أن أغراه بالأموال – على التَّخلص منه.
فكتب مربي "بايزيد" إلى "بايزيد" بأن السُّلطان "سليمان" مصمم على تولية "سليم" من بعده بالرغم من انغماسه بالشَّهوات والمعاصي ، فكتب "بايزيد" إلى أخيه "سليم" كتابًا تعرض فيه لأبيهما السُّلطان، فأرسل "سليم" الكتاب إلى والده، الذي ما أن اطلع عليه حتى أرسل بطلب إبنه – وكان حاكمًا على "قونية" – فخشيَّ "بايزيد" مِن غدر أبيه وأظهر التَّمرد عليه، فأرسل السُّلطان قوات استطاعت أن تهزمه، فتقهقر إلى "أماسيه" ثم إلتجأ مع أولاده إلى بلاد فارس. لكن "الشَّاه" خانهم وسلمهم إلى رسل السُّلطان فقتلوهم جميعا وهم "بايزيد" و أولاده الأربعة ( أورخان، ومحمود، وعبد الله، وعثمان) في مدينة "قزوين" في بلاد فارس، ونقلت جثثهم إلى مدينة "سيواس" ليواروا الثَّرى، وكان ل"بايزيد" ابنٌ صغير في مدينة "بورصة" ، فخُنق ودفن في جانب والده وإخوته ليكون الحُكم ل"سليم الثَّاني" من دون أي منافس.
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية، ص105.
️ارتقى السُّلطان "مراد الثَّالث" العرش العثماني بعد وفاة والده السُّلطان "سليم الثَّاني" ، و أمر في الوقت نفسه بقتل أخوته الخمسة وهم (محمد، وسليمان، ومصطفى، وجهانكير ، وعبدالله )، بحسب السِّياسة الدَّموية العثمانية ليأمن على ملكه مِن النِّزاع .
-نزار قازان، سلاطين بني عثمان بين قتال الإخوة وفتنة الإنكشارية، ص57
️ وبعد وفاة السُّلطان "مراد الثَّالث" عام 1596 ،تولى من بعده إبنه السُّلطان "محمد الثَّالث" وهو ابن "صفية الإيطالية" ، وكان له تسعة عشر أخًا أمر بخنقهم جميعًا قبل دفن أبيه، ودُفِنوا معًا في جامع "آياصوفيا" في "إسطنبول" .
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية ، ص119-117.
️ كان السُّلطان "أحمد" الذي تولى الحكم بعد وفاة والده السُّلطان "محمد الثَّالث" ، أول من أبطل شريعة قتل الإخوة، إذ تولى الملك ولم يتجاوز الرَّابعة عشرة، ولم يكن له أبناء ، وكان له أخ مختل العقل اسمه "مصطفى" ، لذا لم يقتله كما جرت العادة في تعاقب سلاطين "آل عثمان" ، خوفًا من انقطاع نسل أسرة "آل عثمان" ، فتم حجزه وعزله عن العالم الخارجي في جناح خاص ، داخل جناح الحريم في قصر السُّلطان .
10 -132.P, 1951, Ankara, Cit III Tarihi Osmanli, Uzuncarsili Hakki Ismail
️إلا أنَّ السُّلطان "أحمد الأول" سرعان ما حاول أن يتراجع عن قراره هذا حينما رُزِقَ عام 1605 بابنه "عثمان" ، إذ حاول أن يقتل أخيه "مصطفى" إلا أنَّ الأمراء ورجال البلاط منعوه من القيام بهذا الشَّيء.
توفي السُّلطان "أحمد" عام 1617 ، ً وله من العمر سبعة وعشرين عامًا و نظرًا لصغر سن ولده عثمان ، أوصى السُّلطان بالحكم لأخية الأمير "مصطفى" الذي كان لا يدري ماذا يجري حوله، بعد أن عاش معزولًا في القصور بين الحريم معظم سنين عمره .
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية ،ص119-118.
️لم يبقى السُّلطان "مصطفى" في الحكم سوى ثلاثة أشهر، إذ أنه أُبعد بعد ذلك لصالح إبن "أحمد" ، "عثمان الثَّاني" وقد حرص السُّلطان "عثمان الثَّاني" قبل حملته على "بولونيا" أن يستصدر فتوى تبيح له قتل أخيه الأكبر "محمدًا" ، إلا أنَّ "عثمان الثَّاني" قُتِلَ في عام 1622 على يد الإنكشارية ليعود مرةً أخرى عمه "مصطفى" إلى العرش، ولكن "مصطفى" لم يبقى طويلًا إذ أُبعد مرةً أخرى ليتسلم العرش الأخ الآخر ل"عثمان" ، "مراد الرَّابع" ، وقد قام "مراد الرَّابع" حينئذ بقتل ثلاثة من إخوته، بينما حافظ على حياة الرَّابع "إبراهيم" لأنه لم يكن له ولد ، وبالفعل فقد أصبح "إبراهيم" السُّلطان الجديد بعد وفاته، وحين تولى "محمد الرَّابع" العرش في السَّابعة من عمره حافظ على أخويه (سليمان وأحمد) ، وهكذا فقد تولى "سليمان الثاني" العرش بعد إبعاده، وخلفه بعد وفاته "أحمد الثَّاني" ، ولَم يقم هذا السُّلطان بقتل أولاد السُّلطان "محمد الرَّابع" ، الذين سيتولون العرش فيما بعد، وهكذا لم تعد وراثة العرش تنتقل من الأب إلى الإبن، بل أصبحت تعتمد على أكبر أعضاء الأسرة سنًا ، وبقيت على هذا النَّحو دون وجود قانون ينظم ذلك حتى إعلان الدُّستور الأول في عام 1876م.
بعد إعتلاء السُّلطان "محمد الرَّابع" العرش تحت وصاية أمه السُّلطانة "كوسيم" ،
التي قامت بعزل ابنها السُّلطان "إبراهيم" وقتله لأنه حاول الحد من نفوذ أمه
القوي، نلاحظ أنه تمت الإستعاضة عن قتل الإخوة بتحديد إقامتهم داخل غرفٍ مخصصة لهم في جناح الحريم داخل البلاط، تلك التي عرفت باسم {الأقفاص} ،
وقد حظر حينئذ على هؤلاء الأمراء الخروج من الأقفاص أو الزَّواج، حتى يضمن ً السُّلطان أن لا يتم التَّمرد عليه من قبل إخوته، ونتيجة للخوف من القتل،
فقد أصبح غالبية الأمراء يعانون من اضطرابات نفسية . وهكذا حين دعي "سليمان الثَّاني" لتولي العرش أخذ يشكو حاله أمام كبار الشَّخصيات في البلاط التي جاءت كي تخرجه من القفص:
( قولوا لي إذا كان أجلي قد حان، اسمحوا لي بالصلاة، ثم نفذوا فيَّ ما قررتم، إنني هنا منذ طفولتي، منذ أربعين سنة، من الأفضل الموت بسرعة على الموت ببطء كل يوم ، نعاني هنا من الرُّعب لكي نتنفس فقط ) .
وهكذا سُحِبَ سليمان بصعوبة من القفص لكي يوضع على العرش آنذاك
خليل اينالجيك، تاريخ الدَّولة العثمانية من النُّشوء إلى الإنحدار، ترجمة محمد الأرناؤوط، ص98-97.
.
️أول عملية قتل استباقية حصلت في عهد السُّلطان "بايزيد" ( 1389 - 1403 ) ، حيث كانت أول أعماله التَّخلص من أخيه يعقوب خنقًا ، مبررًا عمله هذا بالحرص على وحدة البلاد، لاسيما أنَّ حادثة أخيه "صاووجي" المتمرد على أبيه السُّلطان "مراد الأول" كانت لا تزال ماثلة أمامه. وبعمله هذا بدأ تقليد - وليس تشريع - قتل الإخوة في الدَّولة العثمانية .
أحمد عبدالرَّحيم مصطفى، في أصول التَّاريخ العثماني ، ص50.
إبتدأ في عهد السُّلطان "محمد الثَّاني" الفاتح (1481-1451 ) قتل الإخوة بغطاء شرعي إسلامي، حسب ما يذكر غالبية المؤرخين .
نزار قازان، سلاطين بني عثمان بين قتال الإخوة وفتنة الإنكشارية، ص37 .
بإصداره الأوامر بقتل أخيه الرَّضيع "أحمد" ، وبإرجاع والدة الرَّضيع الأميرة "مارا الصِّربية" إلى والدها خوفًا من أن ينازعه المُلك، وحينما خشي السُّلطان سخط النَّاس، لفق تهمة قتله إلى أحد رجال دولته وهو "علي بك أورانوس" ، وأمر بقتله ليظهر كمن اقتص للأمير المقتول .
جوزيف فون هامر، دولت عثماني تاريخي، ج2 ،ص258 .
️ وتم إدراج البند الخاص بقتل الإخوة في عهده ضمن مجموعة القانون "نامة" والذي ينص على: {وأي شخص يتولى السُّلطة من أولادي، فمن المناسب أن يقتل الإخوة من أجل نظام العالم ، وأجازه أكثر العلماء فليعملوا به} .
جوزيف فون هامر، دولت عثماني تاريخي، ص219 .
️ لأن وجود الإخوة – حسب اعتقاده – من العوامل التي تثير الفتنة بين المسلمين . وقد أقرَّ أهل الفتوى هذا العرفان و أعلنوا أنه لا يتعارض مع أحكام الشَّريعة الإسلامية. فأصبحت سنًة عند سلاطين آل عثمان لاعتقادهم أن فيه سلام الدنيا والعالم .
نزار قازان، سلاطين بني عثمان بين قتال الإخوة وفتنة الإنكشارية، ص9.
️ وعندما خرج "أحمد" الذي كان حاكمًا على "أماسيا" على أخيه السُّلطان "سليم" ، فسيطر على "بورصة" ، فرد عليه السُّلطان "سليم" بحملة عسكرية كبيرة تمكن من خلالها السَّيطرة على "بورصة" ، غير أنه لم يتمكن من القاء القبض على أخيه "أحمد" الذي هرب بمساعدة أحد الوزراء، وألقى القبض على أولاد أخوته الخمسة، الذين كان أكبرهم يبلغ من العمر عشرون عامًا وأصغرهم لم يتجاوز السَّبعة أعوام، وأصدر الأوامر بقتلهم جميعًا .
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية، ص72.
️ وفي عهد السُّلطان "سليمان القانوني" الذي وقع تحت تأثير زوجته "خرم" والمعروفة في أوربا باسم "روكسلانا" ، التي تدخلت للتآمر ضد الأمير "مصطفى"
ٍ – أكفأ أبناء "سليمان" من زوجة أخرى – وذلك لإفساح المجال أمام ابنها "سليم" لكي يرث العرش. ولم تكتفي "روكسلانا" بإثارة هواجس وشكوك السُّلطان "سليمان" وقتله لابنه "مصطفى" ، بل أرسلت إلى مدينة "بورصة" من يقتل ابن "مصطفى" الرَّضيع.
لم يبق للسلطان "سليمان" سوى ولدين هما (سليم، وبايزيد) ، وكان "بايزيد" مؤهلًا للحكم أكثر من أخيه "سليم" بالرغم من أنه الأصغر في السِّن . لذلك خشى "سليم" من أن يوصي السُّلطان بالمُلك لأخيه من بعده. فاتفق مع مربي "بايزيد" – بعد أن أغراه بالأموال – على التَّخلص منه.
فكتب مربي "بايزيد" إلى "بايزيد" بأن السُّلطان "سليمان" مصمم على تولية "سليم" من بعده بالرغم من انغماسه بالشَّهوات والمعاصي ، فكتب "بايزيد" إلى أخيه "سليم" كتابًا تعرض فيه لأبيهما السُّلطان، فأرسل "سليم" الكتاب إلى والده، الذي ما أن اطلع عليه حتى أرسل بطلب إبنه – وكان حاكمًا على "قونية" – فخشيَّ "بايزيد" مِن غدر أبيه وأظهر التَّمرد عليه، فأرسل السُّلطان قوات استطاعت أن تهزمه، فتقهقر إلى "أماسيه" ثم إلتجأ مع أولاده إلى بلاد فارس. لكن "الشَّاه" خانهم وسلمهم إلى رسل السُّلطان فقتلوهم جميعا وهم "بايزيد" و أولاده الأربعة ( أورخان، ومحمود، وعبد الله، وعثمان) في مدينة "قزوين" في بلاد فارس، ونقلت جثثهم إلى مدينة "سيواس" ليواروا الثَّرى، وكان ل"بايزيد" ابنٌ صغير في مدينة "بورصة" ، فخُنق ودفن في جانب والده وإخوته ليكون الحُكم ل"سليم الثَّاني" من دون أي منافس.
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية، ص105.
️ارتقى السُّلطان "مراد الثَّالث" العرش العثماني بعد وفاة والده السُّلطان "سليم الثَّاني" ، و أمر في الوقت نفسه بقتل أخوته الخمسة وهم (محمد، وسليمان، ومصطفى، وجهانكير ، وعبدالله )، بحسب السِّياسة الدَّموية العثمانية ليأمن على ملكه مِن النِّزاع .
-نزار قازان، سلاطين بني عثمان بين قتال الإخوة وفتنة الإنكشارية، ص57
️ وبعد وفاة السُّلطان "مراد الثَّالث" عام 1596 ،تولى من بعده إبنه السُّلطان "محمد الثَّالث" وهو ابن "صفية الإيطالية" ، وكان له تسعة عشر أخًا أمر بخنقهم جميعًا قبل دفن أبيه، ودُفِنوا معًا في جامع "آياصوفيا" في "إسطنبول" .
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية ، ص119-117.
️ كان السُّلطان "أحمد" الذي تولى الحكم بعد وفاة والده السُّلطان "محمد الثَّالث" ، أول من أبطل شريعة قتل الإخوة، إذ تولى الملك ولم يتجاوز الرَّابعة عشرة، ولم يكن له أبناء ، وكان له أخ مختل العقل اسمه "مصطفى" ، لذا لم يقتله كما جرت العادة في تعاقب سلاطين "آل عثمان" ، خوفًا من انقطاع نسل أسرة "آل عثمان" ، فتم حجزه وعزله عن العالم الخارجي في جناح خاص ، داخل جناح الحريم في قصر السُّلطان .
10 -132.P, 1951, Ankara, Cit III Tarihi Osmanli, Uzuncarsili Hakki Ismail
️إلا أنَّ السُّلطان "أحمد الأول" سرعان ما حاول أن يتراجع عن قراره هذا حينما رُزِقَ عام 1605 بابنه "عثمان" ، إذ حاول أن يقتل أخيه "مصطفى" إلا أنَّ الأمراء ورجال البلاط منعوه من القيام بهذا الشَّيء.
توفي السُّلطان "أحمد" عام 1617 ، ً وله من العمر سبعة وعشرين عامًا و نظرًا لصغر سن ولده عثمان ، أوصى السُّلطان بالحكم لأخية الأمير "مصطفى" الذي كان لا يدري ماذا يجري حوله، بعد أن عاش معزولًا في القصور بين الحريم معظم سنين عمره .
محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدَّولة العلية العثمانية ،ص119-118.
️لم يبقى السُّلطان "مصطفى" في الحكم سوى ثلاثة أشهر، إذ أنه أُبعد بعد ذلك لصالح إبن "أحمد" ، "عثمان الثَّاني" وقد حرص السُّلطان "عثمان الثَّاني" قبل حملته على "بولونيا" أن يستصدر فتوى تبيح له قتل أخيه الأكبر "محمدًا" ، إلا أنَّ "عثمان الثَّاني" قُتِلَ في عام 1622 على يد الإنكشارية ليعود مرةً أخرى عمه "مصطفى" إلى العرش، ولكن "مصطفى" لم يبقى طويلًا إذ أُبعد مرةً أخرى ليتسلم العرش الأخ الآخر ل"عثمان" ، "مراد الرَّابع" ، وقد قام "مراد الرَّابع" حينئذ بقتل ثلاثة من إخوته، بينما حافظ على حياة الرَّابع "إبراهيم" لأنه لم يكن له ولد ، وبالفعل فقد أصبح "إبراهيم" السُّلطان الجديد بعد وفاته، وحين تولى "محمد الرَّابع" العرش في السَّابعة من عمره حافظ على أخويه (سليمان وأحمد) ، وهكذا فقد تولى "سليمان الثاني" العرش بعد إبعاده، وخلفه بعد وفاته "أحمد الثَّاني" ، ولَم يقم هذا السُّلطان بقتل أولاد السُّلطان "محمد الرَّابع" ، الذين سيتولون العرش فيما بعد، وهكذا لم تعد وراثة العرش تنتقل من الأب إلى الإبن، بل أصبحت تعتمد على أكبر أعضاء الأسرة سنًا ، وبقيت على هذا النَّحو دون وجود قانون ينظم ذلك حتى إعلان الدُّستور الأول في عام 1876م.
بعد إعتلاء السُّلطان "محمد الرَّابع" العرش تحت وصاية أمه السُّلطانة "كوسيم" ،
التي قامت بعزل ابنها السُّلطان "إبراهيم" وقتله لأنه حاول الحد من نفوذ أمه
القوي، نلاحظ أنه تمت الإستعاضة عن قتل الإخوة بتحديد إقامتهم داخل غرفٍ مخصصة لهم في جناح الحريم داخل البلاط، تلك التي عرفت باسم {الأقفاص} ،
وقد حظر حينئذ على هؤلاء الأمراء الخروج من الأقفاص أو الزَّواج، حتى يضمن ً السُّلطان أن لا يتم التَّمرد عليه من قبل إخوته، ونتيجة للخوف من القتل،
فقد أصبح غالبية الأمراء يعانون من اضطرابات نفسية . وهكذا حين دعي "سليمان الثَّاني" لتولي العرش أخذ يشكو حاله أمام كبار الشَّخصيات في البلاط التي جاءت كي تخرجه من القفص:
( قولوا لي إذا كان أجلي قد حان، اسمحوا لي بالصلاة، ثم نفذوا فيَّ ما قررتم، إنني هنا منذ طفولتي، منذ أربعين سنة، من الأفضل الموت بسرعة على الموت ببطء كل يوم ، نعاني هنا من الرُّعب لكي نتنفس فقط ) .
وهكذا سُحِبَ سليمان بصعوبة من القفص لكي يوضع على العرش آنذاك
خليل اينالجيك، تاريخ الدَّولة العثمانية من النُّشوء إلى الإنحدار، ترجمة محمد الأرناؤوط، ص98-97.
.