قال:
الطويل
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه وفي وجنتيه للمُدامة عاصرُ
يسيل إلى فيهِ اللذيذ مدامُه رحيقاً وقد مرَّت عليه الأعاصرُ
فيسكر منه عند ذاك قوامه فيهتزُّ تيهاً والعيونُ فواترُ
كأنَّ أميرَ النوم يهوى جفونه إذا همَّ رفعاً خالفته المحاجرُ
خلوتُ به من بعد ما نام أهله وقد غارت الجوزاء والليل ساترُ
فوسدته كفي وبات معانقي إلى أن بدا ضوء من الصبح سافرُ
فقام يجر البرد منه على تقى وقمت ولم تحْلَلْ لإثم مآزرُ
كذلك أحلى الحبِّ ما كان فرجُه عفيفاً ووصلاً لم تَشِنْه الجرائرُ
وقال أيضاً:
الطويل
سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل من جنى عليَّ وأعفو حسبة وتكرُّما
وأجعل مالي دون عرضي وقاية ولو لم يغادر ذاك عندي درهما
وأسلك آثار الألى اكتسوا العلى وحازوا خلال الخير ممن تقدما
أولئك قومي المنعمون ذوو النهى بنو عامر فأسأل بهم كي تعلما
إذا ما دعوا عند النوائب إن دجت أناروا بكشف ما كان أظلما
وإن جلسوا في مجلس الحكم خلتهم بدور ظلام والخلائق أنجما
وإن هم ترقَوْا مِنبرا لخطابة فأفصح مَنْ يوماً بوعظ تكلّما
وإن أخذوا أقلامهم لكتابة فأحسن من وشّى الطروس ونمنما
بأقوالهم قد أوضح الدر واغتدى بأحكامهم علمُ الشريعة محْكَما
دعاؤهم يجلو الشدائد إن عرت وينزل قطر الماء من أفق السما
وقائلة يا ابن العديم إلى متى تجود بما تحوي ستصبح معُدَما
فقلت لها عني إليك فإنني رأيت خيار الناس من كان منعما
أبى اللوم لي أصل كريم وأسرة عقيلية سنوا الندى والتكرما
وقال أيضاً:
البسيط
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري وشخصه في سويدا القلب والبصر
ولا يَمُنّ بطيف منه يطرقني عند المنام ويأتيني على قدر
ولا كتاب له يأتي فأسمع من أنبائه عنه فيه أطيبّ الخبر
حتى الشمال التي تسري على حلب ضنّت على فلم تخطر ولم تسر
أخصه بتحياتي وأخبره أني سئمت من الترحال والسفر
أبيت أرعى نجوم الليل مكتئبا مفكرا في الذي ألقى إلى السحر
وليس لي أرب في غير رؤيته وذاك عندي أقصى السؤل والوطر
وقال أيضاً:
الطويل
وعن حلب ما شئت من عجائبَ أحل بها يا صاح إن كنت تعلم
غداة أتاها للمنية بغتةً من المغل جيش كالسحاب عرمرم
أتوها كأمواج البحار زواخرا ببيض وسمر والقتام مخيّم
وقد عطلت تلك العشار وأذهلت مراضع عما أرضعت وهي هيم
فيا لك من يوم شديد الغامة وقد أصبحت فيه المساجد تهدم
وقد درست تلك المدارس وارتمت مصاحفها فوق الثرى وهي ضخم
وكل مهاة قد أهينت وهي سبية وقد طالما كانت تُعَزُّ وتكرم
تنادي إلى من لا يجيب نداءها وتشكو إلى من لا يرق ويرحم
فيا حلبا أنى ربوعك أقفرت وأعيت جواباً فهي لا تتكلم
أنوح على أهليك في كل منزل وأبكي الدجى شوقاً وأسأل عنهم
ولكنما للّه في ذا مشيئةٌ فيفعل فينا ما يشاء ويحكم
وقال أيضاً:
الطويل
وكنت أظن الترك تختص أعين لهم إن رنت بالسحر منها وأجفان
إلى أن أتاني من بديع قريضهم قواف هي السحر الحلال وديوان
فأيقنت أن السحر أجمعه لهم ويقر لهم هاروت فيه وسحبان
وقال أيضاً:
الطويل
فواعجباً من ريقه وهو طاهر حلال وقد أضحى علي محرما
هو الخمر لكن أين للخمر طعمه ولذته مع أنني لم أذقها
وقال أيضاً:
الطويل
بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى هلم إليه إنه المقصد الأسنى
وزر بين أزرار القميص ترائباً وضم إليك الدعص والغصن اللدنا
وقال أيضاً:
البسيط
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر إلى شهادة مثلي مع توحده
إن كان خطي كسا خطاً كتبت له إلي حسناً بدا في لون أسوده
فقد أتت منك أبيات تعلمني نظم القريض الذي يحلو لمنشده
أرسلتها تقتضيني ما وعدت به والحر حاشاه من إخلاف موعده
وما نسيت ولكن عاقني ورق يجيد خطي فآتيه بأجوده
وسوف أسرع فيه الآن مجتهداً حتى يوافيك بدراً في مجلده
بأحرف حسنت كالوجه دار به مثل الحواشي عذار في مورده
وقال أيضاً:
البسيط
يا من أبحت حمى قلبي مودته ومن جعلت له أحشاي أوطانا
أرسلت نحوي أبياتاً طربت بها والفضل للمبتدي بالفضل إحسانا
فرحت أختال عجباً من محاسنها كشارب ظل بالصهباء نشوانا
رقت وراقت فجاءت وهي لابسة من اللاغة والترصيع ألوانا
حكت بمنثورها والنظم إذ جمعا بأحرف حسنت روضاً وبستانا
جرت على جرول أثواب زينتها إذ أصبحت وهي تكسو الحسن حسانا
أضحت تغبر وجه العنبري فما بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
يمسي لها ابن هلال حين ينظرها يحكي أباه بما عاناه نقصانا
كذاك أيضاً لها عبد الحميد غدا عبداً يجر من التقصير أردانا
أتت وعبدك مغمور بعلته فغادرته صحيحاً خير ما كانا
وكيف لا تدفع الأسقام عن جسدي وهي الصبا حملت روحاً وريحانا
فما على طيفها لو عاد يطرقنا فربما زار أحياناً وأحيانا
فاسلم وأنت أمين الدين أحسن من وشى الطروس بمنظوم ومن زانا
ولا تخطت إليك الحادثات ولا حلت بربعك يا أعلى الورى شانا
الطويل
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه وفي وجنتيه للمُدامة عاصرُ
يسيل إلى فيهِ اللذيذ مدامُه رحيقاً وقد مرَّت عليه الأعاصرُ
فيسكر منه عند ذاك قوامه فيهتزُّ تيهاً والعيونُ فواترُ
كأنَّ أميرَ النوم يهوى جفونه إذا همَّ رفعاً خالفته المحاجرُ
خلوتُ به من بعد ما نام أهله وقد غارت الجوزاء والليل ساترُ
فوسدته كفي وبات معانقي إلى أن بدا ضوء من الصبح سافرُ
فقام يجر البرد منه على تقى وقمت ولم تحْلَلْ لإثم مآزرُ
كذلك أحلى الحبِّ ما كان فرجُه عفيفاً ووصلاً لم تَشِنْه الجرائرُ
وقال أيضاً:
الطويل
سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل من جنى عليَّ وأعفو حسبة وتكرُّما
وأجعل مالي دون عرضي وقاية ولو لم يغادر ذاك عندي درهما
وأسلك آثار الألى اكتسوا العلى وحازوا خلال الخير ممن تقدما
أولئك قومي المنعمون ذوو النهى بنو عامر فأسأل بهم كي تعلما
إذا ما دعوا عند النوائب إن دجت أناروا بكشف ما كان أظلما
وإن جلسوا في مجلس الحكم خلتهم بدور ظلام والخلائق أنجما
وإن هم ترقَوْا مِنبرا لخطابة فأفصح مَنْ يوماً بوعظ تكلّما
وإن أخذوا أقلامهم لكتابة فأحسن من وشّى الطروس ونمنما
بأقوالهم قد أوضح الدر واغتدى بأحكامهم علمُ الشريعة محْكَما
دعاؤهم يجلو الشدائد إن عرت وينزل قطر الماء من أفق السما
وقائلة يا ابن العديم إلى متى تجود بما تحوي ستصبح معُدَما
فقلت لها عني إليك فإنني رأيت خيار الناس من كان منعما
أبى اللوم لي أصل كريم وأسرة عقيلية سنوا الندى والتكرما
وقال أيضاً:
البسيط
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري وشخصه في سويدا القلب والبصر
ولا يَمُنّ بطيف منه يطرقني عند المنام ويأتيني على قدر
ولا كتاب له يأتي فأسمع من أنبائه عنه فيه أطيبّ الخبر
حتى الشمال التي تسري على حلب ضنّت على فلم تخطر ولم تسر
أخصه بتحياتي وأخبره أني سئمت من الترحال والسفر
أبيت أرعى نجوم الليل مكتئبا مفكرا في الذي ألقى إلى السحر
وليس لي أرب في غير رؤيته وذاك عندي أقصى السؤل والوطر
وقال أيضاً:
الطويل
وعن حلب ما شئت من عجائبَ أحل بها يا صاح إن كنت تعلم
غداة أتاها للمنية بغتةً من المغل جيش كالسحاب عرمرم
أتوها كأمواج البحار زواخرا ببيض وسمر والقتام مخيّم
وقد عطلت تلك العشار وأذهلت مراضع عما أرضعت وهي هيم
فيا لك من يوم شديد الغامة وقد أصبحت فيه المساجد تهدم
وقد درست تلك المدارس وارتمت مصاحفها فوق الثرى وهي ضخم
وكل مهاة قد أهينت وهي سبية وقد طالما كانت تُعَزُّ وتكرم
تنادي إلى من لا يجيب نداءها وتشكو إلى من لا يرق ويرحم
فيا حلبا أنى ربوعك أقفرت وأعيت جواباً فهي لا تتكلم
أنوح على أهليك في كل منزل وأبكي الدجى شوقاً وأسأل عنهم
ولكنما للّه في ذا مشيئةٌ فيفعل فينا ما يشاء ويحكم
وقال أيضاً:
الطويل
وكنت أظن الترك تختص أعين لهم إن رنت بالسحر منها وأجفان
إلى أن أتاني من بديع قريضهم قواف هي السحر الحلال وديوان
فأيقنت أن السحر أجمعه لهم ويقر لهم هاروت فيه وسحبان
وقال أيضاً:
الطويل
فواعجباً من ريقه وهو طاهر حلال وقد أضحى علي محرما
هو الخمر لكن أين للخمر طعمه ولذته مع أنني لم أذقها
وقال أيضاً:
الطويل
بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى هلم إليه إنه المقصد الأسنى
وزر بين أزرار القميص ترائباً وضم إليك الدعص والغصن اللدنا
وقال أيضاً:
البسيط
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر إلى شهادة مثلي مع توحده
إن كان خطي كسا خطاً كتبت له إلي حسناً بدا في لون أسوده
فقد أتت منك أبيات تعلمني نظم القريض الذي يحلو لمنشده
أرسلتها تقتضيني ما وعدت به والحر حاشاه من إخلاف موعده
وما نسيت ولكن عاقني ورق يجيد خطي فآتيه بأجوده
وسوف أسرع فيه الآن مجتهداً حتى يوافيك بدراً في مجلده
بأحرف حسنت كالوجه دار به مثل الحواشي عذار في مورده
وقال أيضاً:
البسيط
يا من أبحت حمى قلبي مودته ومن جعلت له أحشاي أوطانا
أرسلت نحوي أبياتاً طربت بها والفضل للمبتدي بالفضل إحسانا
فرحت أختال عجباً من محاسنها كشارب ظل بالصهباء نشوانا
رقت وراقت فجاءت وهي لابسة من اللاغة والترصيع ألوانا
حكت بمنثورها والنظم إذ جمعا بأحرف حسنت روضاً وبستانا
جرت على جرول أثواب زينتها إذ أصبحت وهي تكسو الحسن حسانا
أضحت تغبر وجه العنبري فما بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
يمسي لها ابن هلال حين ينظرها يحكي أباه بما عاناه نقصانا
كذاك أيضاً لها عبد الحميد غدا عبداً يجر من التقصير أردانا
أتت وعبدك مغمور بعلته فغادرته صحيحاً خير ما كانا
وكيف لا تدفع الأسقام عن جسدي وهي الصبا حملت روحاً وريحانا
فما على طيفها لو عاد يطرقنا فربما زار أحياناً وأحيانا
فاسلم وأنت أمين الدين أحسن من وشى الطروس بمنظوم ومن زانا
ولا تخطت إليك الحادثات ولا حلت بربعك يا أعلى الورى شانا