قال:
الطويل
وَأَهوَجَ مِلجاجٍ تَصامَمتُ قيلَهُ أَن اِسمَعَهُ وَما بِسَمعيَ مِن باسِ
وَلَو شِئتُ ما أَعرَضتُ حَتّى أَصَبتُهُ عَلى أَنفِهِ خَدباءَ تَعضِلُ بِالآسي
فَإِنَّ الِلسانَ لَيسَ أَهوَنُ وَقعِهِ بِأَصغَرَ آثاراً مِنَ النَحتِ بِالفاسِ
وَذي إِحنَّةٍ لَم يُبدِها غَيرَ أَنَّهُ كَذي الخَبلِ تَأبى نَفسُهُ غَيرَ وَسواسِ
صَفَحتُ لَهُ صَفحاً طَويلاً كَصَفحِهِ وَعَيني وَلا يَدري عَليهِ وَأَحراسي
وَعندي لَهُ إِن ثار فَوَّارُ صَدرِهِ فَحاً جَبَلِيٌّ لا يَعودُ لَهُ الحاسي
تَنَقَّيتُهُ مِن كُلِّ مُرٍّ فَمِزتُهُ لِكُلِّ عُضاليٍّ مِنَ الداءِ نَكّاسِ
شِفاءً وَتنجيزاً مَتى يَلتَبِس بِهِ يُعالِجُ بَرءً لا يُريبكَ أَو ياسِ
وَخَبٍّ لُحومُ الناسِ أَكثَرُ زادِهِ كَثيرِ الخَنى بَعدَ المَحالَةِ هَمّاسِ
تَرَكتُ لَهُ لَحمي وَأَبقَيتُ لَحمَهُ لِمَن نابَهُ مِن حاضِر الجِنِّ والناسِ
فَكَدَّ قَليلاً ثُمَ صَدَّ كَأَنَّما يَعُضُّ بِصُمٍّ مِن سَدى جَبَلٍ راسي
وقال أيضاً:
الطويل
لَعَمري لَقَد أَفشَيتُ يَوماً فَخانَني إِلى بَعضِ مَن لَم أَخشَ سِرّاً مُمَنَّعا
فَمَزَّقَهُ مَزقَ العَما وَهوَ غافِلٌ وَنادى بِما أَخفَيتُ مِنهُ فَأَسمَعا
فَقُلتُ وَلَم أَفحَش لَعاً لَكَ عالياً وَقَد يَعثرُ الساعي إِذا كانَ مُسرِعاً
فَلَستُ بِجازيكَ المَلامَةَ إِنَني أَرى العَفوَ أَدنى لِلسَّداد وَأَوسَعا
وَلَكِن تَعلَّم إِنها عَهدُ بَينِنا فَبِن غَيرِ مَذمومٍ وَلَكِن مودَّعا
حَديثاً أَضَعناهُ كِلانا فَلَن أُرى وَأَنتَ نَجيّاً آخِرَ الدَهرِ أَجمَعا
وَكُنتَ إِذا ضَيَّعتَ سِرَّك لَم تَجِد سِواكَ لَهُ إِلّا أَشَتَّ وَأَضيَعا
وقال أيضاً:
الطويل
أَمِنتُ عَلى السِرِّ امرَءً غَيرَ حازِمٍ وَلَكِنَّهُ في النُصحِ غَيرُ مَريبِ
أَذاعَ بِهِ في الناسِ حَتّى كَأَنَّهُ بِعَلياءَ نارٌ أُوقِدَت لِثقوبِ
وَكُنتَ مَتى لا تَرعَ سِرَّكَ تَنتِشر فَوارِعُهُ مِن مُخطىءٍ وَمُصيبِ
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
وَإِنَّ امرَءً قَد جَرَّبَ الناسَ لَم يَخف تَقَلُّبَ عَصرَيهِ لَغَيرُ لَبيبِ
فَلا تَيأَسَنَّ الدَهرَ مِن ودِّ كاشِحٍ وَلا تَأمَنَنَّ الدَهرَ صَرمَ حَبيبِ
إِذا المَرءُ أَعيا رَهطَهُ في شبابِهِ فَلا تَرجُ مِنهُ الخَيرَ عِندَ مَشيبِ
وقال أيضاً:
الطويل
إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضياً عَن القَومِ حَتّى تَأَخُذَ النِصفَ واغضَبِ
فَإِن كُنتَ أَنتَ الظالِمَ القَوم فاطَّرِح مَقالَتَهُم وَاشغَب بِهِم كُلَّ مَشغبِ
وَقارِب بِذي جَهلٍ وَباعِد بِعالِمٍ جَلوبٍ عَلَيكَ الحَقَّ مِن كُلِّ مَجلَبِ
فَإِن حَدَبوا فاقعَس وَإِن هُم تَقاعَسوا ليَستمكِنوا مِمّا وَراءَكَ فاحدَبِ
وَلا تَدعُني لِلجورِ واصبِر عَلى الَّتي بِها كُنتُ أَقضي لِلبَعيدِ عَلى أَبي
فَإِنّي اِمرؤٌ أَخشى إِلَهي وَأَتَّقي مَعادي وَقَد جَرَّبتُ ما لَم تُجَرِّبِ
وقال أيضاً:
الطويل
إِذا كُنتَ مَعنيّاً بِأَمرٍ تُريدُهُ فَما لِلمَضاءِ وَالتَوكُّل مِن مِثلِ
تَوكَّل وَحَمِّل أَمرَكَ اللَهَ إِنَّ ما يُرادُ لَهُ آتيكَ أَنتَ لَهُ مُخلِ
فَلا تَحسَبنَّ السَيرَ أَقرَبَ لِلرَدى مِنَ الخَفضِ في دارِ المُقامَةِ والثَملِ
وَلا تَحبِسَنّي عَن طَريقٍ أُريدُهُ بِظَنِّكَ إِنَّ الظَنَّ يَكذِبُ ذا العَقلِ
فَإِنّي مُلاقٍ ما قَضى اللَهُ أَنَّني مُلاقٍ فَلا تَجعَل لَكَ العِلمَ كَالجَهلِ
فَإِنَّكَ لا تَدري وَإِن كُنتَ مُشفِقاً عَليَّ أَبَعدي ما تُحاذِرُ أَم قَبلي
وَكائِن تَرى مِن حاذِرٍ مُتَحَفِّظٍ أُصيبَ وَأَلفَتهُ المَنيَّةُ في الأَهلِ
الطويل
وَأَهوَجَ مِلجاجٍ تَصامَمتُ قيلَهُ أَن اِسمَعَهُ وَما بِسَمعيَ مِن باسِ
وَلَو شِئتُ ما أَعرَضتُ حَتّى أَصَبتُهُ عَلى أَنفِهِ خَدباءَ تَعضِلُ بِالآسي
فَإِنَّ الِلسانَ لَيسَ أَهوَنُ وَقعِهِ بِأَصغَرَ آثاراً مِنَ النَحتِ بِالفاسِ
وَذي إِحنَّةٍ لَم يُبدِها غَيرَ أَنَّهُ كَذي الخَبلِ تَأبى نَفسُهُ غَيرَ وَسواسِ
صَفَحتُ لَهُ صَفحاً طَويلاً كَصَفحِهِ وَعَيني وَلا يَدري عَليهِ وَأَحراسي
وَعندي لَهُ إِن ثار فَوَّارُ صَدرِهِ فَحاً جَبَلِيٌّ لا يَعودُ لَهُ الحاسي
تَنَقَّيتُهُ مِن كُلِّ مُرٍّ فَمِزتُهُ لِكُلِّ عُضاليٍّ مِنَ الداءِ نَكّاسِ
شِفاءً وَتنجيزاً مَتى يَلتَبِس بِهِ يُعالِجُ بَرءً لا يُريبكَ أَو ياسِ
وَخَبٍّ لُحومُ الناسِ أَكثَرُ زادِهِ كَثيرِ الخَنى بَعدَ المَحالَةِ هَمّاسِ
تَرَكتُ لَهُ لَحمي وَأَبقَيتُ لَحمَهُ لِمَن نابَهُ مِن حاضِر الجِنِّ والناسِ
فَكَدَّ قَليلاً ثُمَ صَدَّ كَأَنَّما يَعُضُّ بِصُمٍّ مِن سَدى جَبَلٍ راسي
وقال أيضاً:
الطويل
لَعَمري لَقَد أَفشَيتُ يَوماً فَخانَني إِلى بَعضِ مَن لَم أَخشَ سِرّاً مُمَنَّعا
فَمَزَّقَهُ مَزقَ العَما وَهوَ غافِلٌ وَنادى بِما أَخفَيتُ مِنهُ فَأَسمَعا
فَقُلتُ وَلَم أَفحَش لَعاً لَكَ عالياً وَقَد يَعثرُ الساعي إِذا كانَ مُسرِعاً
فَلَستُ بِجازيكَ المَلامَةَ إِنَني أَرى العَفوَ أَدنى لِلسَّداد وَأَوسَعا
وَلَكِن تَعلَّم إِنها عَهدُ بَينِنا فَبِن غَيرِ مَذمومٍ وَلَكِن مودَّعا
حَديثاً أَضَعناهُ كِلانا فَلَن أُرى وَأَنتَ نَجيّاً آخِرَ الدَهرِ أَجمَعا
وَكُنتَ إِذا ضَيَّعتَ سِرَّك لَم تَجِد سِواكَ لَهُ إِلّا أَشَتَّ وَأَضيَعا
وقال أيضاً:
الطويل
أَمِنتُ عَلى السِرِّ امرَءً غَيرَ حازِمٍ وَلَكِنَّهُ في النُصحِ غَيرُ مَريبِ
أَذاعَ بِهِ في الناسِ حَتّى كَأَنَّهُ بِعَلياءَ نارٌ أُوقِدَت لِثقوبِ
وَكُنتَ مَتى لا تَرعَ سِرَّكَ تَنتِشر فَوارِعُهُ مِن مُخطىءٍ وَمُصيبِ
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
وَإِنَّ امرَءً قَد جَرَّبَ الناسَ لَم يَخف تَقَلُّبَ عَصرَيهِ لَغَيرُ لَبيبِ
فَلا تَيأَسَنَّ الدَهرَ مِن ودِّ كاشِحٍ وَلا تَأمَنَنَّ الدَهرَ صَرمَ حَبيبِ
إِذا المَرءُ أَعيا رَهطَهُ في شبابِهِ فَلا تَرجُ مِنهُ الخَيرَ عِندَ مَشيبِ
وقال أيضاً:
الطويل
إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضياً عَن القَومِ حَتّى تَأَخُذَ النِصفَ واغضَبِ
فَإِن كُنتَ أَنتَ الظالِمَ القَوم فاطَّرِح مَقالَتَهُم وَاشغَب بِهِم كُلَّ مَشغبِ
وَقارِب بِذي جَهلٍ وَباعِد بِعالِمٍ جَلوبٍ عَلَيكَ الحَقَّ مِن كُلِّ مَجلَبِ
فَإِن حَدَبوا فاقعَس وَإِن هُم تَقاعَسوا ليَستمكِنوا مِمّا وَراءَكَ فاحدَبِ
وَلا تَدعُني لِلجورِ واصبِر عَلى الَّتي بِها كُنتُ أَقضي لِلبَعيدِ عَلى أَبي
فَإِنّي اِمرؤٌ أَخشى إِلَهي وَأَتَّقي مَعادي وَقَد جَرَّبتُ ما لَم تُجَرِّبِ
وقال أيضاً:
الطويل
إِذا كُنتَ مَعنيّاً بِأَمرٍ تُريدُهُ فَما لِلمَضاءِ وَالتَوكُّل مِن مِثلِ
تَوكَّل وَحَمِّل أَمرَكَ اللَهَ إِنَّ ما يُرادُ لَهُ آتيكَ أَنتَ لَهُ مُخلِ
فَلا تَحسَبنَّ السَيرَ أَقرَبَ لِلرَدى مِنَ الخَفضِ في دارِ المُقامَةِ والثَملِ
وَلا تَحبِسَنّي عَن طَريقٍ أُريدُهُ بِظَنِّكَ إِنَّ الظَنَّ يَكذِبُ ذا العَقلِ
فَإِنّي مُلاقٍ ما قَضى اللَهُ أَنَّني مُلاقٍ فَلا تَجعَل لَكَ العِلمَ كَالجَهلِ
فَإِنَّكَ لا تَدري وَإِن كُنتَ مُشفِقاً عَليَّ أَبَعدي ما تُحاذِرُ أَم قَبلي
وَكائِن تَرى مِن حاذِرٍ مُتَحَفِّظٍ أُصيبَ وَأَلفَتهُ المَنيَّةُ في الأَهلِ